هذا الحضور يعتقد بأن الغرب خذل الشعب السوري

28/11/2013
Amman

عمان – 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2013 – وزّع الجمهور المشارك في منبر نقاشي مفتوح في عمان اللوم على الدول العربية وقوى إقليمية وغربية باعتبارها خذلت الشعب السوري واستخدمت المعارضة المدنية والجهادية المسلحة أو تحالفاتها مع نظام الرئيس بشار الأسد لتحويل سورية الى ساحة لتصفية الحسابات وفرض الأجندات على حساب ثورة اندلعت في البدء من أجل الحرية والكرامة.

المناظرات العربية الجديدة: اتهام المعارضة، قوى عربية وإقليمية-دولية بإحباط الشعب السوري

عمان – 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2013 – وزّع الجمهور المشارك في منبر نقاشي مفتوح في عمان اللوم على الدول العربية وقوى إقليمية وغربية باعتبارها خذلت الشعب السوري واستخدمت المعارضة المدنية والجهادية المسلحة أو تحالفاتها مع نظام الرئيس بشار الأسد لتحويل سورية الى ساحة لتصفية الحسابات وفرض الأجندات على حساب ثورة اندلعت في البدء من أجل الحرية والكرامة.

لكن في نهاية هذا النقاش الحيوي صوّت 56 % من الحضور المتعدد الاتجاهات والخلفيات – غالبيتهم طلاب جامعات ونشطاء ولاجئون سوريون- إلى جانب طرح المناظرة: “الغرب خذل الشعب السوري”. وجاءت نتيجة التصويت الالكتروني في ختام المناظرة أقل انتقادا للحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من التصويت الأولي قبل بدء التسجيل، حين أيد الطرح 72 % من المشاركين.

دشنت هذه المناظرة الموسم الثالث من المناظرات العربية الجديدة؛ منصة مفتوحة توفّر فضاء حرا لمناقشات سياسية وطرح قضايا جدلية في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بتمويل وزارة الخارجية النرويجية.

تحدّث إلى جانب عنوان الحلقة بنسختها العربية مساء الخميس د. محمد أبو هلال – طبيب نفسي اعتقل في مستهل الثورة السلمية مطلع 2011 قبل أن يستقر في عمان ليدير المركز السوري للتأهيل النفسي. وعارض الطرح عريب الرنتاوي- مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في عمان ومحلل سياسي مخضرم وكاتب رأي في يومية “الدستور” ساهم مركزه في تنظيم عدة مؤتمرات للمعارضة السورية في الخارج.

د. أبو هلال قال إن الحكومات الغربية التي تتحكم بمجلس الأمن الدولي وترفع شعارات الحرية والديمقراطية هي التي مارست الخداع والتضليل، ورفعت سقف توقعات السوريين بأنها ستقف إلى جانبهم عندما شنّت غارات وفرضت مناطق حظر جوي فوق ليبيا ساهمت في القضاء على نظام معمر القذافي.  ولكنها في النهاية “خذلت الشعب السوري بجميع فئاته وبامتياز” لخدمة مصالحها الحيوية، على استطرد د. أبو هلال. وقال: “كل الجهات التي تدخلت في سورية والجماعات المسلحة التي تقاتل هناك اليوم هي بسبب خذلان الغرب للشعب السوري”.

ورأى أن الدرس الأهم الذي تعلمه الشعب السوري هو ضرورة الاعتماد على ذاته لتحقيق خياراته واختيار قيادته، معتبرا أنه لو ساعدت الحكومات الغربية “الثورة السلمية في بداياتها لما وصلنا لهذه الحال”.

وصفّق الجمهور عندما قال د. ابو هلال إن “الطريق امامنا طويل وهناك جهد كبير يجب أن يبذل لكن أتركونا نحل خلافاتنا لوحدنا”.

من جهته شخّص الرنتاوي بأن “الجميع شركاء في الدماء السورية بدءا بالشرق والغرب ودول الجوار الإقليمي والنظام والمعارضة بأطيافها كافة”. وخصّ المعارضة السورية المنقسمة على نفسها والمتصارعة بأنها هي التي “أدخلت كل الأجندات العربية (السعودية وقطر) والإقليمية (تركيا وإيران وحزب الله في لبنان) والدولية إلى المعترك السوري وجعلت من سورية صندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية الساخنة وعلى حساب الشعب السوري”. واعتبر أن الصراعات بين أجهزة المخابرات الإقليمية هي التي شجعت نشاط الجماعات الدينية المتشددة ك”جبهة النصرة”، ما تسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” و”جيش الإسلام”، الذين “يشكلون كارثة سورية القادمة” حتى لو سقط النظام أو تحققت تسوية للملف.

ورأى الرنتاوي أنه لا مجال لحل الأزمة إلا عبر التفاوض، مناشدا قوى المعارضة الرئيسية والممتنعة عن المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” في كانون ثاني/ يناير المقبل للتعامل مع الواقع ببراغماتيكية لوقف مآلات الثورة السلبية وبخاصة بعد الصفقة الأمريكية-الإيرانية.

وعندما سألت مديرة الحوار الإعلامية المصرية المشهورة مي الشربيني الجمهور – تجاوز 500 مشارك- من منهم يعتقد بأن جامعة الدول العربية والعواصم العربية هي التي خذلت الشعب السوري رفع غالبيتهم الأيدي مؤيدين. لكن ذلك أثار استياء مشارك أردني، أجاب بأن بلاده لم تخذل الشعب السوري، ذلك أنها فتحت أبوابها أمام أزيد من مليون سوري لجأوا إليها من الاقتتال الدائر في بلادهم.

وفي غمرة المداخلات التي أعقبت آراء المتحاورين، صفّق الجمهور عندما وقف أحد الشباب السوريين قائلا: “شو ذنب الشعب السوري إذا المعارضة السورية مفككة”؟ وأردف آخر أنه ضد المشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، معتبرا أن “ثوار الفنادق لا يمثلون الشعب السوري إنما ثوار الخنادق (يمثلونه)”. وطالب ثالث “بتدخل عسكري جوي على غرار ما حصل في ليبيا وفرض مناطق عازلة لحماية الشعب السوري من جرائم النظام”.

أجواء المناظرة بالعربية ونتيجة التصويت تشابهت إلى حد كبير مع موقف الجمهور الذي شارك في النسخة الانجليزية من ذات الحوار في اليوم السابق مساء الأربعاء، لكن بمتحدثين وجمهور مختلفين.

وستبث حلقتا المناظرات العربية الجديدة – بالعربية والانكليزية- عبر شاشة تلفزيون دويتش فيلله  Deutsche Welle   إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم، بما في ذلك قنوات أون تي في On TV المصرية، رؤيا الأردنية والوطن الفلسطينية في رام الله.

تعليقات

Comments have been disabled.

Share this