مصر خيبة أمل لبقية العالم العربي

20/05/2014
عمان، الأردن

غالبية المشاركين يعتقدون أن مصر خيّبت بقية آمال العرب

المناظرات العربية الجديدة.. غالبية المشاركين يعتقدون أن مصر خيّبت بقية آمال العرب

عمان – 21 أيار/ مايو، 2014 – صوّت غالبية المشاركين في أحدث حلقة من برنامج المناظرات العربية الجديدة التي سجّلت في عمان إلى جانب عنوان الحلقة: “مصر خيبة أمل لسائر العالم العربي”، وذلك عشية الانتخابات الرئاسية بعد الإطاحة بحكم الإخواني محمد مرسي في صيف العام الماضي.

فبعد ساعة ونصف من النقاشات مساء الثلاثاء، صوّت 63 % من الجمهور – بعضهم من دول عربية كمصر، اليمن والعراق – إلى جانب طرح الحلقة، منتقدين التغيرات السياسية التي أطاحت بالرئيس المنتخب مرسي وما أعقبها من إجراءات أمنية ومحاكمات جمعية، ضد مناوئي النظام الحالي، إضافة الى تقييد الحريات الإعلامية والسياسية. وفي ذلك انخفاض بعشر نقاط مئوية عن التصويت الأولي في مستهل الحلقة، حين وقف 73% من الحضور إلى جانب عنوان المناظرة مقابل 27 % ضدها.

دافع عن عنوان الحلقة الناشط الإسلامي الدكتور نبيل الكوفحي – مسؤول الملف السياسي في المبادرة الأردنية للبناء والتقدم (زمزم)- فيما عارضه العين صالح القلاّب – وزير إعلام أسبق وكاتب ومعلّق سياسي.

وأدارت الحوار بنسخته العربية الإعلامية ديمه حمدان، التي عملت سابقاً في هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي).

د. الكوفحي – قيادي في جماعة الإخوان المسلمين- استهل مرافعته بالتأكيد على أن “قيادات الجيش المصري التي قتلت الآلاف من الإسلاميين لاسيما في اعتصام رابعة، وأصدرت أحكاماً بالإعدام بحق 1200 ناشط في محاكمات صورية، لا يمكن أن تشكل جسراً نحو الديمقراطية”.

واعتبر أن “التاريخ أثبت أن حكم العسكر في الدول العربية لا يمكن أن يأتي بالخير، بل دفع دولنا إلى ذيل مؤشرات الديمقراطية والحضارة”.

وقال إن ما حصل في مصر “خسارة للشعب المصري وللأمة العربية” مؤكدا أن “لا مخرج من هذا المأزق الذي وضع العسكر الشعب المصري فيه إلا من خلال تنحّي العسكر عن السلطة وإجراء انتخابات تفرز أشخاصا مدنيين، وإقفال أبواب السجون التي امتلأت بعشرات الآلاف من أبناء الشعب”.

ولفت إلى تزامن الإنتخابات الرئاسية – المتوقع أن يكتسحها وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي- مع ذكرى إحياء نكسة 5/6/1967، عندما أحتلت اسرائيل الضفة الغربية ومرتفعات الجولان وقطاع غزة.

ورأى د. الكوفحي أن الجيش المصري “اغتصب الديمقراطية وأعاد انتاج حكم العسكر” منذ صيف 2013.

وأردف قائلا: “المستقبل قاتم ليس لمصر وحدها وإنما لكل المنطقة العربية”، معتبرا أن كل دولة عربية  ساندت “الانقلاب – السعودية، الإمارات، العراق، سورية والأردن..” لديها مشكلة في الحاكمية وحقوق الإنسان وينتشر فيها الفساد”.

وعلّق على تصريح للمشير السيسي بأن الديمقراطية تحتاج إلى 25 عاما حتى تترسخ، بالقول إن الأخير “ليس مؤهلا ليحكم وليس وصيا على الشعب المصري”. واعتبر أن الرهان يقع على “قدرة الشعب المصري على تحدي هذه الحركة الهزلية التي تسمى انتخابات”.

 من جانبه رفض القلاب تسمية التغييرات السياسية في مصر على أنها انقلاب عسكري بل “استجابة الجيش لنداء 30 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع”. واعتبر أن “الوقت وحركة الشعب المصري ستحكم على أداء الرئيس المقبل”.

وقال إنه يعارض “المحاكمات العشوائية” وأحكام الإعدام كمبدأ وفي أي دولة وليس فقط في مصر. ولكنه أردف أن مصر تواجه تحدي الإرهاب خلال “هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، ولا يمكنها الانتقال الى الديمقراطية مرة واحدة وعلينا إعطاء الرئيس القادم فرصة” قبل الحكم على تجربته.

وقال إن “الشعب المصري هو صانع هذه الثورة ويصر على الاستمرار فيها ولا يمكن العودة بهذا الشعب إلى حكم دكتاتوري، إذ سينزل الشعب إلى الشارع مرة ومرتين وثالثة ورابعة لأنه ببساطه لن يقبل ابدا ان تعود مصر الى الوراء”.

وشدد على ان ميسرة الانتقال الديمقراطي ستستمر في مصر والشعب سيحرسها. وأوضح القلاب أن “الديمقراطية في كل العالم تأخذ مداها الزمني ولا تتحقق بكبسة زر وتمر بمراحل انتقالية صعبة”، مذكرا بأن حكم الإخوان أطلق متطرفين من السجون وتحالف ضمنا مع حركات راديكالية في سيناء، وغض الطرف عن الإرهاب الذي ما زال يسقط ضحايا يوميا في مصر.

وأوضح أن جنرالات عديدة خلعت بزتها العسكرية ووصلت الى الحكم عبر صناديق الانتخاب ودخلت كتب التاريخ بتجاربها الناجحة في الحكم مثل رئيس فرنسا الراحل شارل ديغول والأمريكي دوايت  وأيزنهاور.

وطالب بإعطاء الرئيس القادم فرصة أربع سنوات لتنفيذ وعوده والحكم على أدائه، “لكن اذا انحرفت المسيرة يجب تصويبها” ولو بعد شهور.

وبينما سعى للتفريق بين جماعة الإخوان والإسلام الحقيقي، قال القلاب: “يستحيل على الاخوان تطبيق الديمقراطية لأن تركيبتهم ضد الديمقراطية”.

ردّ الكوفحي بأن الإخوان “لم يكونوا أبدا دعاة عنف”، معتبرا أن أي حاكم معرض للخطأ مع ضرورة التفريق بين “الأخطاء والخطايا”.

انقسم الحضور حول الطروحات والآراء. مشارك مصري استدرج تصفيق الحضور حين طالب الإخوان بالعودة إلى مبادىء الإسلام الحقيقية الممثلة بالتسامح والتعايش المشترك. آخر سأل لماذا لم يسمح للرئيس مرسي استكمال فترته الرئاسية قبل الحكم عليه والآن يشدّد على ضرورة السماح للرئيس القادم إكمال مدته الدستورية. وقالت سيدة محاججة القلاب “هل سيدعم الجيش الشعب المصري في حال نزل إلى الشارع بعد عام من الآن وطالب بإزاحة السيسي”؟

وقالت سيدة إنها متفائلة بمستقبل مصر “لأنه لا مكان للعودة إلى الوراء في عصر الانترنت”.

وكان الإعلامي البريطاني تيم سباستيان أدار النسخة الانكليزية مساء أمس الاثنين بمشاركة المحلل السياسي منار الرشواني – مدير قسم أفكار ومواقف (مقالات الرأي) في يومية الغد المستقلة- الذي دافع عن طرح المناظرة، في مواجهة العين هاني الملقي – وزير الخارجية الأسبق وسفير الأردن السابق في القاهرة.

وأكد القائمون على المناظرات العربية الجديدة – التي أطلقها سباستيان عام 2011- أنهم كانوا يودون عقد هذه المناظرة في مصر، لولا أن قرار حظر الإخوان، يحول دون أخذ آراء أعضاء هذه الجماعة في منبر عام. وبالتالي، سيؤثر غيابهم على حيادية المناظرة وتوازنها.

تشكل هذه المناظرات منبراً حراً لحفز المساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية، بتمويل من وزارتي الخارجية النرويجية والبريطانية. تواكب هذه المناظرات حملات واسعة للهدف ذاته في مدارس وجامعات عربية، ضمن مسعى تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية عبر ندوات ونقاشات عامة.

للموسم الثالث، تبث حلقات المناظرات – بالعربية والانجليزية- عبر شاشة تلفزيون دويتشه فيله Deutsche Welle   إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم، بما في ذلك قنوات “حنبعل” التونسية، “أون تي في On TV” المصرية، “رؤيا” الأردنية و”الوطن” الفلسطينية في رام الله.

تعليقات

Comments have been disabled.

Share this