الرئيس اﻷسد بات خيارا أفضل لسورية من المعارضة

28/05/2013
القاهرة

القاهرة، 28 ايار/ مايو، 2013 – صوّتت غالبية الجمهور السوري المشارك في برنامج المناظرات العربية الجديدة في القاهرة مساء الثلاثاء إلى جانب خيار المعارضة المشرذمة بأطيافها كافة باعتبارها أفضل لمستقبل بلدهم من بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.

وشهدت المناظرة استقطابا حادا بين المشاركين – غالبيتهم من اللاجئين إلى مصر منذ اندلاع الثورة – امتدادا للتخندق الذي يظلل المجتمع السوري. وانتهت بتصويت 83.3 % ضد عنوان الحلقة: “الرئيس الأسد بات خيارا أفضل لسورية من المعارضة” مقابل 16.7 % أيد الطرح. وبذلك ارتفعت نسبة التصويت ست نقاط خلال تسجيل الحلقة عن التصويت الأولي قبل بدء السجال، حين صوّت 77.3 % من الحضور ضد فكرة الحوار.

القاهرة، 28 ايار/ مايو، 2013 – صوّتت غالبية الجمهور السوري المشارك في برنامج المناظرات العربية الجديدة في القاهرة مساء الثلاثاء إلى جانب خيار المعارضة المشرذمة بأطيافها كافة باعتبارها أفضل لمستقبل بلدهم من بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.

وشهدت المناظرة استقطابا حادا بين المشاركين – غالبيتهم من اللاجئين إلى مصر منذ اندلاع الثورة – امتدادا للتخندق الذي يظلل المجتمع السوري. وانتهت بتصويت 83.3 % ضد عنوان الحلقة: “الرئيس الأسد بات خيارا أفضل لسورية من المعارضة” مقابل 16.7 % أيد الطرح. وبذلك ارتفعت نسبة التصويت ست نقاط خلال تسجيل الحلقة عن التصويت الأولي قبل بدء السجال، حين صوّت 77.3 % من الحضور ضد فكرة الحوار.

واضطرت مقدمة المناظرة بنسختها العربية الإعلامية المصرية المعروفة مي الشربيني للطلب من طاقم التصوير وقف التسجيل لدقائق عندما احتدم النقاش بين المتحاورين الرئيسيين من جهة وبينهم وبين الجمهور المشحون بسبب ظروف الهجرة وقلقهم على أمن أهاليهم وسلامتهم في سورية.

ودقّت على منضدتها مرة ثانية لوقف ممارسات المقاطعة والاستهجان ضد كل رأي طرح يخالف تيار الغالبية المؤيد للثوار. وفي الختام، أعلنت النتيجة النهائية على وقع ترديد الجمهور لشعارات الثورة بما فيها: “الله، سورية، حرية وبس” و”عاشت سورية يسقط الاسد”.

تحدّث دفاعا عن ثيمة الحلقة المحلل السياسي والكاتب كيفورك الماسيان (تولد حلب ومقيم في سورية) وعضو مشروع الحوار السوري – وهو مبادرة دولية تطالب بانتقال سلمي للسلطة وتسوية سياسية للصراع.

ووقفت ضد فكرة الحلقة الممثلة السورية المعارضة لنظام الرئيس الأسد لويز عبد الكريم المقيمة في القاهرة، حيث تشارك في العديد من الأعمال الدرامية لدعم الثورة.

وتوافق المتحاورون – حال الجمهور الصاخب- على أن أيادي خارجية باتت تلعب اليوم بسورية، لكنهم اختلفوا على كل شىء أخر.

تبادلوا انتقادات لاذعة لكلا المعسكرين المتصارعين واتهامات بانتهاكهما لحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب، واستنجادهما بقوى خارجية وإقليمية. كما تجادلوا حول شرعية النظام ووطنية المعارضة بشقيها السياسي والمسلح وبالضمانات المعروضة والمطلوبة لحل الأزمة. وشكّكوا بصدقية الإعلام الموجه والتقارير الأممية التي تتحدث عن انتهاكات لحقوق الناس وقتل وإعدامات صورية منسوبة للجيشين النظامي والحر، وبصدقية المبادرات السياسية التي تقدمها الحكومة والمعارضة لحل الأزمة.

ألماسيان قال إنه يطالب بالحرية والديمقراطية والحوار كبديل للوضع السائد اليوم بحيث “لا خاسر ولا رابح”. وتساءل لماذا لا تعود غالبية المعارضة الموجودة في فنادق الدوحة واسطنبول الى شمال سورية حيث لا وجود لسيطرة الجيش النظامي لتقدم ما عندها؟

ومضى إلى القول إن الجميع يعرف اليوم “أن المعارضة السورية معارضات منقسمة على نفسها في الداخل والخارج وأنها لا تملك زمام المبادرة السياسية والعسكرية على الأرض” وفاقدة للإرادة الحرة. “ورغم كل خلافاتنا مع الأسد فإنه يملك زمام المبادرة على الأرض من خلال جيش موحد وتحالفات مبنية على أسس متينة وحوله شعبية”، على ما شرح ألماسيان. وقال: “لو نزل أي واحد إلى المناطق حيث الناس تقطن تحت رحمة النصرة وتنظيم القاعدة وسألهم ما رأيكم لأجابوا: خلي الجيش يدخل ويقصف وخلينا نتخلص من هذه الجماعات الجهادية”.

ثم قاطعة الجمهور مشكّكا بتشخيصه حين تساءل ألماسيان: “هل تطلبوا مني أن أصدق بأن ثورة يدعمها (السيناتور الجمهوري الأمريكي) جون ماكين الصهيوني الذي كان اليوم في ادلب ويستقبله الجيش السوري الحر

و(أفيغدور) ليبرمان (رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي) وبريطانيا وأمريكا وإسرائيل هي ثورة من أجل الحق؟ نحن الشعب السوري أذكى من ذلك”. فرد عليه شاب وهو يصرخ: “نريد إسقاط النظام”.

من جانبها قالت لويز “إن تعامل النظام السوري مع الثورة من البداية يثبت أن العقلية الحاكمة ليست عقلية نظام دولة جمهوري بل نظام مافياوي يتعامل مع البلاد كمؤسسة اقتصادية مافوية يملكها والشعب عبيد عنده”. ورأت أن “هكذا نظام بهكذا عقلية لا يمكنه حكم شعب خرج مطالبا بالحرية وإدارة دولة فيها قضاء مستقل وجيش مستقل وأمن مستقل وسلطة تنفيذية مستقلة”.

على وقع تصفيق حار، أوضحت الممثلة السورية أن من يكون “جزءا من المشكلة يجب أن يكون جزءا من الحل، ولكن من هو أصل كل المشكلة لا يمكن أن يكون جزءا من الحل”. وأردفت قائلة: “النظام يمثل المشكلة التي هي نموذج حكم قائم على ترتيبات أمنية واقتصادية وعلمانية لا يكمن فكفكتها والانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية”.

أجواء الحضور كانت أيضا ملتهبة. وقف أحدهم متحديا رواية الماسيان ليقول: “الجيش السوري الحر فيه مجاهدون فلماذا سمح للسوري أن يجاهد ضد الإحتلال الأمريكي في العراق ويمنع عليه ذلك في سورية”، فقوبل بتصفيق حاد. وقال آخر إن طرح الحلقة النقاشية غير عادل لآنه وضع السوريين أمام إما قبول هذا “النظام المجرم أو القبول بالقاعدة”؟

وشدّد آخر على أن الأسد يحكم بلا شرعية لأنه جاء عبر تعديل دستوري استغرق دقائق عندما وفاة والده قبل 13 عاما، ثم تساءل: كيف “نفتح حوارا مع من لا يحترم القانون”؟

وصفّق الحضور تأييدا عندما سأل أحد الحضور من المصريين: “متى ستدركون أن الجميع خاسر سواء أكان الجيش النظامي أو المعارضة”؟ مشارك سوري آخر سعى للتقليل من مخاوف البعض من أن تتحول سورية إلى أفغانستان أخرى في حال أطيح بالأسد، مشددا على أن للشعب السوري حضارة عريقة وأن الإسلام المعتدل سيد الموقف في بلاده.

وتساءلت شابة مصرية إذا كانت المعارضة السورية تملك خطة لما بعد سقوط الأسد لكي لا يتكرر مع سورية سيناريو مصر بعد الثورة، حيث تناحرت المعارضة وصعد الإسلاميون إلى الحكم. وقالت موجهة سؤالها للويز عبد الكريم: “هل ستقوم المعارضة بالبلد أم ستتركها كما حصل عندنا”؟

حلقة المناظرات العربية الجديدة في القاهرة تزامنت مع تحضيرات مكثفة في أكثر من عاصمة لعقد مؤتمر دولي (جنيف-2)، جاء ثمرة توافق أمريكي-روسي ليوفر أملا ضئيلا نحو تسوية سياسية للنزاع الذي حصد أزيد من 80 ألف نسمة وشرّد قرابة ستة ملايين سوري داخل البلاد وخارجها.

أدار المناظرة بنسختها الإنجليزية مساء الاثنين الإعلامي البريطاني المخضرم تيم سباستيان، مؤسس المناظرات العربية الجديدة؛ وهي منبر واسع الانتشار صمّم لحفز المساءلة الديمقراطية في الدول العربية، بتمويل مشترك بين برنامج الشراكة التابع لوزارة الخارجية البريطانية والوكالة السويدية للتعاون الدولي.

تبث المناظرات عبر فضائية دويتشه فيليه الألمانية باللغتين العربية والانجليزية، وعبر الشبكات المرتبطة بها. وستبث النسخة العربية التي ستسجل مساء الثلاثاء بإدارة الإعلامية المصرية مي الشربيني عبر القناتين المصريتين (أون تي في) و (القاهرة والناس).

تويتر:

تعليقات

Comments have been disabled.

Share this