نفوذ الإخوان لم يتراجع بعد خلع مرسي

04/07/2013

عمان 4 تموز (يوليو) 2013 – رفض 51 % من المشاركين في مناظرة لبرنامج المناظرات العربية الجديدة في الساحة الهاشمية وسط عمان فكرة الحلقة بأن “نفوذ الإخوان المسلمين تلقى ضربة قاسية في المنطقة” بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي.

ولوحظ تراجع نسبة المؤيدين نقطتين لفكرة الجلسة أثناء النقاش الحيوي – الذي استمر لساعة متأخرة من مساء الخميس – بمشاركة زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معارضا لطرح الحلقة، والمحامي والناشط السياسي سائد كراجة مؤيدا لها. فقبل بدء النقاش، صوت 49 % من الجمهور مع الفكرة من خلال رفع الأيدي، في أول مناظرة يعقدها برنامج المناظرات العربية في ساحة مفتوحة في قلب عاصمة عربية منذ انطلاقة هذا المنبر النقاشي الحر منذ مطلع 2011، عقب الإطاحة بنظامي زين الدين عابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر.

وانقسم الجمهور الذي مثل غالبية الشرائح الإجتماعية في البلاد وبعض المصريين المقيمين في عمان بين من يعتقد بأن القوات المسلحة المصرية نفذّت انقلابا عسكريا على رئيس منتخب قادم من رحم الإخوان، وبين من رأى أن الجماعة دفعت ثمن فشل سياساتها في إدارة الدولة في عامها الأول، وأن الجيش وقف مع مطالب غالبية شعبية نزلت إلى الشارع تطالب برحيل مرسي.

وأعلنت مديرة النسخة العربية من برنامج المناظرات العربية الزميلة الإعلامية المصرية المعروفة مي الشربيني  نتيجة التصويت الأولي والنهائي في ختام الحلقة، التي يبثها لاحقا تلفزيون دويتشه فيليه الألماني باللغة العربية وأيضا عبر محطتي “أون تي في” و”القاهرة والناس” في مصر، و”رؤيا” في الأردن و”هنيبعل” في تونس.

نظمت المناظرة بالتعاون مع مبادرة “ديوانية” الأردنية – أول منبر شبابي حواري حر في المملكة.

جاءت المناظرة التي سجلها البرنامج بعد 24 ساعة فقط على إعلان قائد الجيش المصري اللواء عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس الذي أنتخب منتصف 2013،  تعطيل الدستور ونقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية.

وانتقلت سخونة أجواء ميدان التحرير في القاهرة — مكان الحشد الرئيسي لمناوئي مرسي  — وميدان رابعة العدوية — حيث يتواجد أنصار الجماعة —  إلى ساحة النقاش المجاورة للمدرج الروماني في قلب العاصمة الأردنية. وانقسم المتناظرون الرئيسيون والجمهور حول دور الجيش والإخوان والمعارضة السياسية لحكم مرسي في تسريع التغيير.

المحامي كراجة شدّد في مستهل النقاش على أنه لا يستند في طرحه إلى تقييم “الدين” بل إلى تقييم سياسة جماعة الإخوان وذراعها السياسية – حزب الحرية والعدالة- الذي صعد إلى الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011.  وطالب الجماعة “بمصارحة نفسها ومراجعة الأخطاء التي ارتكبتها خلال  السنة الأولى في حكم مرسي والتي أثرت على الأحوال المعيشية والأمنية والاقتصادية في مصر وقلبت الشارع عليهم”.

ورأى أن الجيش لم يقم بالإنقلاب على مرسي بل انحاز للشعب. فما جرى هناك “ثورة شعبية ثانية ليس ضد الإسلام وإنما ضد برنامج الإخوان في الحكم وخروج حوالي 20 مليون مواطن مصري للشوارع دليل على ذلك، ولا يستطيع أحد تغطية الشمس بغربال”. ومضى إلى القول، في بداية الربيع العربي تسيّدت جماعة الإخوان المسلمين المشهد الشعبي و”حصدوا ما حصدوا” من مواقع في تونس وليبيا ومصر والمغرب وكانوا يخططون لتعزيز نفوذهم في  الأردن وفي سوريا.

لكنه قال إن إخوان مصر “خلطوا بين الدعوة والدولة ولذلك فشلوا في إدارة دولة كبيرة كمصر وفي قيادة المستقبل، وأظهر ما حصل معهم أنهم محترفو معارضة بدلا من إجادتهم للحكم” من خلال وضع برنامج سياسي اجتماعي واقتصادي متكامل.

وقال “في بلد يبلغ تعداد سكانه 95 مليون نسمة لا تستطيع أن تقود الحكم بالدعوة” مشددا على أن الرئيس المخلوع لم ينفذ إلا 24 من 100 وعد قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية وغالبيتها وعود غير حيوية للشعب المصري.

ورفض كراجة مقولة إن الإخوان في مصر لم يمنحوا وقتا كافيا لإثبات برنامجهم. وقال: “الواقع بعد الربيع العربي تغير حولنا والشعوب لا يمكنها الصمت طويلا على واقع لم يلمسوا فيه تغيير للأمام، والكلمة الأولى والأخيرة هي للشعب”.

وخلص إلى التحليل بأن فشل الجماعة في مصر سيكون له انعكاسات على نفوذهم في المنطقة وفي الأردن.

في المقابل بدأ المهندس بني ارشيد مداخلته بالاعتراض على السؤال الرئيسي للمناظرة من باب أنه “منحاز”. لكنه لم يوضح موضع الإنحياز عندما طالبته بذلك مقدمة البرنامج. وطلب بني ارشيد من كراجة أن يسرد المؤشرات التي يملكها بأن نفوذ