المناظرات العربية الجديدة.. هل تنحدر تونس خارج السيطرة؟

28/02/2013

تونس – 28 شباط/ فبراير، 2013- بعد أقل من شهر على تدحرج أزمة سياسية أشعلها اغتيال أحد زعماء المعارضة، سيطلب من جمهور تونسي التصويت على الوجهة التي يعتقدون أن بلدهم تتحرك صوبها؛ عدم الاستقرار أو اجتياز الأزمة.

هذه النقاشات ستصور تلفزيونيا في فندق غراند تونس في المنزه، ضمن أنشطة الموسم الثاني للمناظرات العربية الجديدة. وتسجل هذه الحلقة تحت عنوان: “هذا الجمهور يعتقد بأن تونس تتجه للخروج عن السيطرة”.

الصحافي البريطاني المخضرم تيم سباستيان – القادم من هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية (البي بي سي) والذي أطلق المناظرات العربية الجديدة عام 2011- يعرب عن سروره  بعودة المناظرات إلى تونس، منهية تعليقا دام عشرة أشهر بقرار ذاتي. اتخذ ذلك القرار احتجاجا على استحواذ أفراد من الشرطة على لائحة بإسماء من شاركوا في آخر مناظرة أجريت هناك في ربيع العام الماضي.

ويؤكد سباستيان أن إدارة المناظرات العربية الجديدة “تلقت تأكيدات من وزارة الداخلية أنها لم تكن مسؤولة عن أي تدخّل، وهي ترحب بتنظيم برامجنا بحرية، امتدادا للنهج الذي مشينا عليه منذ كانون الأول/ أكتوبر 2011”.

ومن المقرر أن يدير سباستيان حوار الحلقة باللغة الانكليزية الساعة السابعة مساء الاثنين (4 شباط/ فبراير). وفي اليوم التالي، ستسجل الإعلامية المصرية المعروفة مي الشربيني النسخة العربية من المناظرات بمشاركة متحاورين مختلفين وجمهور مغاير.

ويأمل سباستيان في أن تكشف المناظرتان إلى أين وصلت الثورة التونسية بعد عامين؛ وفيما إذا اشتد عودها أو باتت هشّة.

“من الحيوي الآن أن تسنح للعالم فرصة الاستماع إلى ما يقوله التونسيون أنفسهم عن حال ثورتهم، وفي البال اشتعال العنف الأخير والاضطرابات السياسية المصاحبة له”، على ما يرى سباستيان. وكذلك ثمّة أسئلة معلقة؛ من قبيل: “إلى أي مدى نجح السياسيون في طمأنة الجماهير بأن الثورة ما تزال على سكتّها؟ وحجم حقيقة المخاوف المتزايدة بأن البلاد تنحدر خارج السيطرة”؟

ويعرب سباستيان عن أمله في أن يوفّر المتحدثون الرئيسيون والمشاركون في المناظرتين أجوبة عن هذه الأسئلة.

كل من سباستيان والسيدة الشربيني سيوجّه أسئلة إلى اثنين من المتناظرين؛ أحدهما يؤيد عنوان الحلقة والثاني ضدّها. ثم يدعى الجمهور المؤلف من طلبة جامعات ونشطاء سياسيين لمناقشة المتناظرين، قبل أن يصوتوا الكترونيا – مع أو ضد موضوع المناظرة.

في مناظرة سباستيان، سيناقش إلى جانب موضوع الحلقة نعمان الفهري ممثل الحزب الجمهوري التونسي في المجلس الوطني التأسيسي، في مواجهة النائب آمال عزّوز – عضو حزب النهضة الإسلامي الحاكم- والذي يستحوذ على أكبر عدد من المقاعد في المجلس التأسيسي.

أما مناظرة الشربيني، فستشهد وقوف عضو الحزب الجمهوري  التونسي آمال بلخيرية إلى جانب موضوع الحلقة، في مواجهة الصحبي عتيق، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النهضة التونسي وباحث أكاديمي.

يشار إلى أن تونس تشهد أعمال عنف وشغب منذ اغتيال القيادي العلماني المعارض شكري بلعيد في 6 شباط/ فبراير، بعد عامين على الإطاحة بحكم زين الدين العابدين بن علي.

 المناظراتالعربية الجديدة – التي أطلقت عقب إزاحة بن علي ونظيره المصري حسني مبارك مطلع  2011 – تشكّل منبرا حرا لنشر ثقافة المساءلة والمحاسبة.

 يشمل هذا المشروع الطموح الذي تموله حكومتا بريطانيا والسويد إطلاق حملات مكثّفة في المدارس والجامعات بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في إدارة شؤون بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها، من خلال المناظرات العامة.

ستبث المناظرة – بنسختيها العربية والانكليزية- للعام الثاني عبر تلفزيون دويتشه فيليه الألماني وشبكات بث دولية مرتبطة معه.