المعارضة في مصر “تخذل” الشعب

09/04/2013

القاهرة/ 9 نيسان-إبريل، 2013 – تعرّضت المعارضة المصرية لهجوم عنيف في منبر تفاعلي عام، إذ اتهمها خلاله شباب وصبايا البلد بالافتقار إلى الرؤيا وحلول ناجعة لأزماتها الاقتصادية والسياسية المتفاقمة.

وفي ختام الحلقة النقاشية التي سجلت مساء الثلاثاء ضمن فعاليات برنامج المناظرات العربية الجديدة، صوّت 71.3 % من المشاركين إلى جانب عنوانها الرئيس: “”هذا الجمهور يعتقد بأن المعارضة المصرية أهدرت جميع فرصها وخذلت الشعب“.

سجّلت هذه المناظرة بنسختها الانكليزية- مساء الثلاثاء في مركز الأزهر للمؤتمرات، مدينة نصر وذلك بإدارة الإعلامي البريطاني المخضرم تيم سباستيان..

ناقش دفاعا عن عنوان المناظرة د. هشام هيلير، وهو زميل غير مقيم متخصص في علاقات أمريكا بالعالم الإسلامي والسياسات الخارجية لمعهد بروكنغز، واشنطن دي سي. شدّد هيللير على أن ائتلاف المعارضة المصرية – جبهة الانقاذ الوطني – أخفق في توفير نموذج قيادي أو خطة عمل، كان يفترض أن تخضع إدارة محمد مرسي للمساءلة.

بعد خمسة أشهر من الآن، أرغب في مشاهدتهم وهم يبلورون عمود فقري (لجبهتهم)… لا أرى أي تأثير لهم في الشارع. فهم ليسوا قادرين على التعبئة”، على ما أضاف المحاور، لافتا إلى أن “مصر تمر بحال من السير أثناء النوم على طريق سريع جدا باتجاه التدمير الاقتصادي”. وخلص إلى التنبيه: “أرى أمامي سفينة تغرق والجميع لا يفعلون شيئا سوى الصراخ“.

في المقابل وقف حسام فارس من الحزب الدستوري وعضو جبهة الانقاذ الوطني في الخندق المعارض لعنوان المناظرة. ورفض فارس سيل

الاتهامات بأن المعارضة هجرت سبيل الحوار ورفضت الانخراط مع الرئيس مرسي.

وأصر على التوضيح أن ائتلاف المعارضة رفض أن يكون جزءا من “محادثات خادعة”، خصوصا في حال “تجاهل الجميع لما تقوله (المعارضة)”. وأعلن الناشط في الجبهة أنها ستعقد مؤتمرا وطنيا في أيار/ مايو لاستعراض رؤيتها الاقتصادية والسياسية والأمنية في السنوات السبع المقبلة. وبعد ذلك ستنظّم حلقات نقاش عامة عبر البلاد لتشجيع انخراط وإسناد الفئات الشعبية.

في غمرة الجدال، حضّت إحدى المشاركات فارس على ضرورة أن تشرك المعارضة فئات الشباب المهمش وتوفر برامج اقتصادية لدعم الفقراء.

وخاطبت المعارضة من خلاله: “عليكم أن تثبتوا أنفسكم للناس. فهم يريدون رؤيتكم منظّمين وموحدين في المعارضة. يحتاجون أنشطة على الأرض، وشيء ما لإلهامهم، وبدون ذلك لن يشاركوا“.

وبينما طالب فارس بمزيد من الوقت لصوغ سياسات جديدة ونشرها، أصر هيلير على أن مصر لا تمتلك ترف الوقت بل تحتاج إلى خريطة طريق سريعة “لتفادي الكارثة”. ورأى أن هذه البلاد تستحق حكومة أفضل ومعارضة أفضل.

النسخة العربية من هذه المناظرة ستسجل مساء اليوم في المكان ذاته والوقت عينه بإدارة الإعلامية المصرية مي الشربيني. سيتحدث ضد موضوع الحلقة عضو المصريين الاحرار وعضو جبهة الانقاذ محمود العلايلي، فيما يجادل دفاعا عنه المهندس/ طارق الملط، عضو مجلس الشورى المصري وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط الإسلامي المعتدل.

يذكر أن المبادرات العربية الجديدة تشكّل منبرا واسع الانتشار صمّم لحفز المساءلة الديمقراطية في الدول العربية، بتمويل من برنامج الشراكة التابع لوزارة الخارجية البريطانية والوكالة السويدية للتعاون الدولي.

تبث المناظرات عبر فضائية دويتشه فيليه الألمانية باللغتين العربية والانجليزية، وعبر الشبكات المرتبطة بها حول العالم.