أكثرية المصريين يشعرون بخيبة أمل حيال الديمقراطية الجديدة

31/10/2012

القاهرة، 31 تشرين الأول/ أكتوبر، 2012 – توافقت أكثرية آراء جمهور الشباب المشارك في جلسة الحوارات العربية الجديدة في القاهرة على أن الديمقراطية سجلت بداية ضعيفة في مصر.

هذه الجلسة المتلفزة مساء الأربعاء دشنت انطلاق الموسم الثاني من الحوارات العربية الجديدة – منبر يوفر حرية رأي وتعبير ونقاشات سياسية معمقة حول قضايا جدلية، استحدث العام الماضي عقب التغييرات السياسية التي اجتاحت العام العربي.

أكثر من 56 % من الحضور اعتبروا أنهم لمسوا بداية ديمقراطية مخيبة للآمال في البلد، رغم انتهاء ديكتاتورية االعسكر وإجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار رئيس، بعيدا عن تدخلات السلطة التنفيذية.

محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب المصريين وأمين عام الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب جادل خلال الجلسة بأن قادة مصر الجدد يوظفون القوانين ذاتها التي استخدمها أسلافهم “لضمان السيطرة” على البلاد. واستشهد سلماوي الذي جادل مع ثيمة الحوار بقرارات طرد رؤساء تحرير صحف قومية والتراجع عن وعود سابقة أثناء الانتخابات بتعيين محافظين مناصرين للتيار الإسلامي بدل انتخاب المحافظ عبر صناديق الاقتراع.

وقال: “لا يمتلك (الإسلاميون) خريطة طريق صوب الديمقراطية وبات وضع المرأة والأقباط أسوأ كثيرا من ذي قبل”. على أن سلماوي استبعد عودة الحكم الديكتاتوري المستبد كالسابق، مؤكدا أن “الناس لن يسمحوا أبدا بعودة البلد إلى تلك الحال”.

في الاتجاه المقابل، أعرب أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في القاهرة د. خالد فهمي عن إيمانه بوجود أسباب للتفاؤل حيال ديمقراطية مصر الوليدة، رغم أنه أقر بوجود مشاكل جدية، من بينها سوء معاملة الموقوفين في أقسام الشرطة. واعتبر د. فهمي أن “إصلاح الأجهزة الأمنية تبقى أهم عقدة بحاجة لكسر”، لافتا إلى تسجيل 270 قضية تتعلق بعنف شرطي وتعذيب على يد الأمن خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين. وبينما قال: “هناك الكثير من الرغبات (نحو الأفضل)”، رأى أستاذ التاريخ “أننا بدانا بداية جيدة”.

وقال أن مصر شهدت خمسة اقتراعات في أقل من سنتين، أنهت 30 عاما من حكم حسني مبارك وأوقفت مشروع توريث الرئاسة لابنه (جمال) بدون إسالة دماء ضخمة.

ورغم خيبة الأمل التي عبر عنها أكثرية الجمهور في مستهل الجلسة الحوارية، غيّر 13 % منهم رأيهم خلال مجريات الحوار بحسب نتيجة التصويت الالكتروني، ووجدوا أسبابا للتفاؤل حيال مستقبل الديمقراطية في مصر.

يذكر أن الحوارات العربية الجديدة سجّلت عشر حلقات في مصر وتونس عقب الإطاحة بنظامي زين الدين عابدين بن علي ومبارك مطلع العام الماضي. يشمل هذا المشروع الطموح الذي تموله حكومتا بريطانيا والسويد إطلاق حملات مكثّفة في المدارس والجامعات بهدف تشجيع الشباب على الإدلاء برأيهم، المشاركة في إدارة شؤون بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها، من خلال المناظرات العامة.