هذا الحضور يرى أن الديمقراطية تواجه بداية مخيبة للآمال

01/11/2012
القاهرة

القاهرة، 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2012 – اختلف جمهور يمثل طلبة جامعات، نشطاء سياسيين ومؤيدين لحزب الحرية والعدالة الإسلامي الحاكم فيما بينهم ومع محاوريهم الرئيسيين في مناظرة مساء الخميس تمحورت حول تقييم المصريين لمسار الديمقراطية في بلادهم بعد أربعة شهور على تولي الرئيس محمد مرسي منصبه.

القاهرة، 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2012 – اختلف جمهور يمثل  طلبة جامعات، نشطاء سياسيين ومؤيدين لحزب الحرية والعدالة الإسلامي الحاكم فيما بينهم ومع محاوريهم الرئيسيين في مناظرة مساء الخميس تمحورت حول تقييم المصريين لمسار الديمقراطية في بلادهم بعد أربعة شهور على تولي الرئيس محمد مرسي منصبه.

لكن غالبية الحضور – من جيل الشباب- راهنوا على “الصحوة الشعبية” التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك لتصويب الخلل في تجربة الانتقال من حكم شمولي بدعم العسكر إلى حكم ديمقراطي تعددي بقيادة رئيس منتخب.

وصوت 68.5 % من الجمهور المشارك في باكورة حلقات النسخة العربية الأولى للموسم الثاني من برنامج الحوارات العربية الجديدة  إلى جانب شعار هذه الحلقة: “هذا الجمهور يعتقد بأن الديمقراطية شهدت بداية مخيبة للآمال في مصر”. أدارت هذه الجلسة مقدمة البرنامج التلفزيونية المصرية المعروفة مي الشربيني.

على مدى أكثر من ساعة، احتدم النقاش بين الحضور عدة مرات، بخاصة بين مؤيدين ومعارضين سياسات الرئيس مرسي تجاه الحريات العامة، الإعلام وحقوق المرأة والشباب. وقال أحد المشاركين إن حقوق الإنسان والحريات الإعلامية تتراجع تحت حكم الرئيس الجديد. بينما جادل أخر قدم نفسه على أنه “إخواني” بأن بدايات الديمقراطية ليست “مخيبة للآمال” مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات التي شارك فيها الشعب تعكس الديمقراطية. وطالب الجميع بالمشاركة في بناء مصر الجديدة بدلا من “استمرار الشدّ الحالي الذي سيؤدي الى انهيار مصر”.

متحدثا إلى جانب ثيمة الحلقة، قال د. سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية في القاهرة ومدير مركز أبن خلدون للدراسات الإنمائية إن إصراره على أن بدايات الديمقراطية جاءت “مخيبة للأمل” بسبب وصول “الإخوان المسلمين” الى الحكم عبر صناديق الاقتراع ولأن فئات كاملة في المجتمع تم تهميشها.

وقال د. إبراهيم: “إرادة الشعب هي التي صنعت الثورة، ثم تم اختطاف الثورة من قبل الإخوان. وأخشى أن يتم أختطاف الوطن كله”. إلى ذلك أوضح “أن الديمقراطية طريق طويلة ونضال مستمر وعلينا حماية ما تم إنجازه”. وخلص إلى التأكيد: “أنا مع استمرار الثورة حتى يحصل كل مصري ومصرية على الديمقراطية”.

ساره خورشيد، الكاتبة والصحافية التي جادلت ضد ثيمة الحلقة رأت من جانبها أنه من السابق لأوانه قياس نجاح مرحلة التحول في غياب دستور جديد يحدّد العلاقة بين الحاكم والمحكوم. ولئن قالت إنها غير راضية عن “وضع المرأة” بعد الثورة، أوضحت خورشيد أنها تراهن على الحراك المجتمعي، لافتة إلى أن وعي النساء سيساهم في تعزيز دورهن في هذه المرحلة. ومضت إلى القول: “الشعب لن يسكت. يجب ان يستمر خيار رفض الممارسات غير الديمقراطية”.

وقال شاب بين الحضور: “كان على الرئيس مرسي استخدام صلاحياته التشريعية والتنفيذية لإعطاء الشباب دورا أكبر، وأيضا النساء والفئات المهمشة في عملية التحول”. ثم صفّق الحضور لشاب سأل المتحاورين “فيما إذا كانت الديمقراطية هي المخيبة للآمال أم أن ممارسة الديمقراطية عن طريق الشعب” هي وراء ذلك الشعور؟ وتابع قائلا إن ما يراه مخيبا للآمال “هو عدم قدرة المصريين على إقامة حوار قبل إقامة الديمقراطية”.

وقالت إحدى النساء لخورشيد إنها مصابة “بالإحباط”  بسبب ضعف تمثيل النساء في مصر بعد الثورة، ولأن الرئيس مرسي يعمل على تطبيق خطّة “الإخوان” في الحكم. وتابعت قائلة: “كان الأجدر به جمع القوى السياسية كافة والصعود بمصر تدريجيا إلى الديمقراطية بدلا من العمل فقط لمصلحة وجهة نظر الإخوان”.

حدّة النقاشات ساهمت في زحزحة مواقف المشاركين،  حسبما أظهرت نتيجة التصويت الإلكتروني الذي أجري قبل بدء الحوار. إذ صوت في البدء 77.1 % إلى جانب ثيمة الحلقة مقابل 22.9 %.

الحوارات العربية الجديدة استحدثت العام الماضي، منبرا يوفر حرية رأي وتعبير وينظم نقاشات سياسية معمقة حول قضايا جدلية عقب التغييرات السياسية التي اجتاحت العام العربي العام الماضي.

وسجّلت الحوارات العربية عشر حلقات في مصر وتونس عقب الإطاحة بنظامي زين الدين عابدين بن علي ومبارك مطلع العام الماضي. يشمل هذا المشروع الطموح – الذي تموله حكومتا بريطانيا والسويد- إطلاق حملات مكثّفة في المدارس والجامعات بهدف تشجيع الشباب على الإدلاء برأيهم، المشاركة في إدارة شؤون بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها، من خلال المناظرات العامة.

Audience vote

  • For: 69
  • Against: 31

تعليقات

Comments have been disabled.

Share this