عنوان الحلقة: المفاوضات مع إسرائيل الآن لن تجدي نفعا

12/06/2014
رام الله

رام الله/ الضفة الغربية – 12 حزيران/ يونيو 2014- صوّت غالبية الفلسطينيين المشاركين في برنامج المناظرات العربية الجديدة ضد خيار مواصلة مفاوضات السلام مع إسرائيل الآن وطالب بعضهم بانتخاب رئيس ومجلس تشريعي مدعومين بشرعية الصناديق لمواجهة التحديات المتشعبة.

المفاوضات غير مجدية والقيادة الفلسطينية بحاجة لتجديد عبر الانتخاب

رام الله/ الضفة الغربية – 12 حزيران/ يونيو 2014- صوّت غالبية الفلسطينيين المشاركين في برنامج المناظرات العربية الجديدة ضد خيار مواصلة مفاوضات السلام مع إسرائيل الآن وطالب بعضهم بانتخاب رئيس ومجلس تشريعي مدعومين بشرعية الصناديق لمواجهة التحديات المتشعبة.

وصوّت 56 % من الحضور إلى جانب عنوان المناظرة:”المفاوضات مع إسرائيل الآن لن تجدي نفعا”، وذلك بعد مناقشات حيوية جرت مساء الخميس بين المتناظرين الرئيسيين وجمهور ضمّ طلبة جامعات، نشطاء حقوق إنسان وحزبيين وسياسيين. وساهمت حدّة الطروحات – خلال أولى المناظرات التي تسجّل في رام الله- في تغيير آراء الحضور، بعد أن صوّت 76 % منهم مع طرح الحلقة قبل بدء التسجيل.

جادل إلى جانب عنوان الحلقة في نسختها العربية مدير مركز الهدف للدراسات في رام الله عمر شحادة مقابل نبيل عمرو، وزير الإعلام الأسبق وعضو المجلس المركزي في منظمة التحرير كما شارك سابقا في المفاوضات مع إسرائيل.

وفي جلسة ساخنة بإدارة الزميلة ديمه حمدان – أحد مراسلي هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية سابقا-  طالت سهام النقد سياسات السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، عرّاب مسيرة السلام منذ انطلاقها في مدريد عام 1991.

 ودان شحادة – الدبلوماسي السابق في موسكو- نهج واستراتيجية المفاوضات واختلال ميزان القوى لمصلحة “الاحتلال”، ما يقوّض الحقوق الوطنية والإنسانية للشعب الفلسطيني. ووصف المفاوضات بأنها “فاشلة وتدميرية وصلت إلى طريق مسدود” لأنها قائمة على رهان الفلسطينيين على الموقف الأمريكي ومرجعية فاقدة للشرعية الدولية مع “حسن النوايا” لدى إسرائيل. “هذه المفاوضات كانت أكبر خدعة للشعب الفلسطيني” إذ مكّنت إسرائيل من تنفيذ مشروعها التوسعي وقضم المزيد من الأراضي، حسبما أضاف.

ودعا شحادة إلى استبدال النهج “باستراتيجية وطنية وسياسية واجتماعية كفاحية تقوم على بناء نظام سياسي ديمقراطي تشاركي مقاوم نواته تجديد منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها لتكون طليعة نضاليه لكل الشعب الفلسطيني وممثل شرعي ووحيد له في أماكن وتجمعات وجوده داخل الوطن وخارجه”.

من جانبه أوضح عمرو أن موقفه “المبدئي والمنطقي” ليس ضد المفاوضات لأن كل دول العالم تلجأ إليها لحل مشاكلها. لكنه قال إن آلية المفاوضات لم تسر على الطريق الصحيح لأن الوسيط الأمريكي كان يفرض الضغوط على الجانب الفلسطيني لمصلحة الطرف الإسرائيلي. وبالتالي، أضاف عمرو، عجزت واشنطن عن “طرح خطة واحدة واضحة متكاملة على الطرفين”.

وفوق ذلك، لم تمتلك السلطة الفلسطينية مرجعية واضحة ومحددة بل اعتمدت أحيانا كثيرة قرارات مرتجلة، وفق عمرو الذي انتقد أيضا ضغوط الدول المانحة على السلطة الوطنية الفلسطينية وغياب الإسناد العربي والدولي بشكل كبير.

واعتبر أن المفاوضات الثنائية التي امتدت عبر “آلاف الساعات ولم تترك موضوعا إلا طرحته لم تتوصل إلى نتائج بسبب عدم وجود توازن معقول بين الطرفين”. وحمّل الأمريكيين مسؤولية إخفاق المفاوضات.

عمرو اقترح تغيير آلية التفاوض بما فيها التعامل الأمريكي مع الجانبين وأيضا قيام الفلسطينيين ببناء تحالفات عربية ودولية وتقوية الجبهة الداخلية. وكان يفترض أيضا تخصيص وقت كاف قبل المفاوضات لتهيئة أرضية ثقافية وديمقراطية واقتصادية واجتماعية بين الفلسطينيين بعد عقود من تعمّق ثقافة قائمة على الصراع، بما يعزّز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود، حسبما أوضح عمرى، السفير الأسبق في القاهرة.

وقال للحضور ولشحادة: “اعتقد أننا متفقون على الهدف لكننا مختلفون على الوسائل. وهذه طبيعة أي حركة تحر”. لكنه أردف: “عندما يكون التفاوض خيارا دوليا علي أن أعد العدة لكسبه وليس للهرب منه”. ومضى عمرو إلى القول: “أي حركة سياسية  يجب أن تكسب معاركها سواء كانت قتالية أم تفاوضية أم تنموية، ويجب أن تعدّ نفسك جيدا للوصول إلى هذا الهدف”. وأعرب عن الاعتقاد بأن “هذا هو المطلوب من الشعب الفلسطيني خلال المرحلة القادمة”.

لكنه رأى أن المشكلة تكمن أيضا في مرجعية المفاوضات وهي الولايات المتحدة، حامية إسرائيل فضلا عن المتغيرات الإقليمية والدولية وكثرة ضغوط المانحين على السلطة الفلسطينية.

وفي غمرة النقاش الذي أعقب مداخلات المتحاورين، طالب شاب ب”محاسبة ومساءلة” السلطة الفلسطينية على 20 سنة من التفاوض بلا نتيجة”.  وتساءل آخر إن كانت السلطة الحالية قادرة على تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني من خلال التفاوض؟

وعندما سألت المحاورة الحضور من منهم يعتقد بأن حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من حماس ستساهم في تقوية الموقف التفاوضي  للفلسطينيين، ثلاثة فقط رفعوا أيديهم مؤيدين. وقال أحد الحضور إن هدف الحكومة الجديدة هو “إدارة الأزمة بين فتح وحماس” ولذلك فلن تعمر طويلا.

ورفع عمرو وأزيد من عشرة مشاركين أياديهم حين سألتهم من منهم يرى أن هناك حاجة لقيام سلطة فلسطينية جديد. واعتبر طالب آخر إن السلطة “اصبحت عبئا على طموح الشعب الفلسطيني وأماله”.

لكن رغم حدة انتقاد السلطة واتهامها بالفساد والمحسوبية والواسطة مع تراجع الحريات السياسية ونسج تنسيق أمني مع اسرائيل، إلا أن غالبية المشاركين رفعوا أيديهم ضد خيار حل السلطة الذي لوّح به مرارا الرئيس محمود عباس.وانتقدوا سياسات السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وكانت النسخة الانكليزية من مناظرة رام الله سجلّت عصر أمس الأربعاء بإدارة الإعلامي البريطاني تيم سباستيان ومشاركةالطبيب الفلسطيني ممدوح العكر، أحد أعضاء الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام ورجل الأعمال منيب المصري.

المناظرات العربية الجديدة تشكّل منبرا حرا لحفز المساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية، بتمويل وزارتي الخارجية النرويجية والبريطانية. تواكب هذه المناظرات حملات واسعة للهدف ذاته في مدارس وجامعات عربية، ضمن مسعى تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية من خلال ندوات ونقاشات عامة.

للموسم الثالث، تبث حلقات المناظرات – بالعربية والإنكليزية- عبر شاشة تلفزيون دويتش فيللهDeutsche Welle  إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم، بما في ذلك قنوات الوطن الفلسطينية في رام الله، حنبعل التونسية، أون تي فيOn TVالمصرية ورؤيا الأردنية.

تعليقات

Comments have been disabled.

Share this