المركز الثقافي الملكي العالم العربي ليس مكانا مناسبا للمرأة :

20/03/2014
عمان، الأردن

فبعد ساعتين من النقاش حول طرح المناظرة: “العالم العربي ليس مكانا مناسبا للمرأة”،صوّت 63 % من الجمهور المشارك في نسختها العربية ضد هذا الطرح. وانخفضت نسبة المعارضين لهذا العنوان سبع درجات عن نسبة التصويت الأولية في مستهل المناظرة، والتي سجلّت 70 % من قرابة 150 مشاركا، غالبيتهم فتيات؛ طلبة جامعات ونشطاء سياسيين، إلى جانب عدد محدود في منتصف العمر.

المناظرات العربية الجديدة.. المرأة ليست مستضعفة في دول المنطقة

عمان – 20 آذار/ مارس 2014 – أجمعت غالبية المشاركين في المناظرات العربية الجديدة مساء الخميس في عمان على أن مكانة المرأة ليست متدنية في دول المنطقة، لكنهم طالبوا بتعديل الدساتير والتشريعات لإزالة بعض الظلم عنها في هذه المجتمعات الذكورية المحافظة.

فبعد ساعتين من النقاش حول طرح المناظرة: “العالم العربي ليس مكانا مناسبا للمرأة”،صوّت 63 % من الجمهور المشارك في نسختها العربية ضد هذا الطرح. وانخفضت نسبة المعارضين لهذا العنوان سبع درجات عن نسبة التصويت الأولية في مستهل المناظرة، والتي سجلّت  70 % من قرابة 150 مشاركا، غالبيتهم فتيات؛ طلبة جامعات ونشطاء سياسيين، إلى جانب عدد محدود في منتصف العمر.

تخلّلت المناظرة سجالات وحوارات جانبية متقطعة بين عدد من الحضور وبين المتحاورتين الرئيستين ومقدمة الحلقة الإعلامية المصرية مي الشربيني. وساقت كل منهن أرقاما ونسبا تظهر وقوع المرأة العربية في أسفل سلم مؤشرات المساواة الجندرية مقارنة مع سائر مناطق العالم.

دافعت عن عنوان المناظرة الإعلامية وعضو مجلس النواب الأردني د. رلى الحروب؛ رئيس حزب “الأردن أقوى” و لجنة الحقوق والحريات النيابية. وتصدّت للعنوان زميلتها في المجلس، الحقوقية وفاء بني مصطفى رئيس لجنة النظام والسلوك النيابية.

من بين 22 دولة عربية، 11 دستورا نصوا صراحة على المساواة الجندرية وسبعة تضمنّوا إشارة ضمنية إلى المساواة، على ما أوضحت د. الحروب.  لكنها انتقدت وجود فجوة كبيرة بين الدساتير والتشريعات الناظمة لحياة الناس.

د. الحروب رأت أن أنظمة الاستبداد المطاح بها في دول الربيع العربي كانت “تزوّق وتروج” للمساواة الجندرية “لتداري على عجزها أمام الغرب وانتهاكها لحقوق المواطنين رجالا ونساء”، مؤكدة أن المرأة العربية تظلم مرتين: لأنها مواطن حقه مهضوم وثانيا، لأنها امرأة في مجتمع بطريركي. على أن الحروب أقرّت بأن الإعلام والمناهج التربوية يساهمان في تقديم صورة نمطية و “تسليع” للمرأة.

وتدخلّت مقدمة المناظرة لتذكّر بأن 99 % من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي  بحسب دراسة أممية، وأن جميع الدول العربية لم تدرج ضمن أول 100 بلد على سلم المساواة الجندرية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2013.

من جانبها شكّكت النائب وفاء بني مصطفى بوجود دوافع سياسية وراء تضخيم معاناة المرأة العربية في التقارير الدولية، وتساءلت عن المغزى من المقارنة مع دول متقدمة. وبعد أن استحضرت مؤشرات عن العنف والتحرش الجنسي للنساء في الغرب، صرخت النائب الأردنية: “نحن كالسهم إلى الأمام وأفضل من غيرنا”، مستدرجة تصفيق الحضور.

وحين طلبت منها إحدى المشاركات التعقيب على منع امرأة أردنية من الشهادة أمام محكمة شرعية فلأنها لا تضع حجابا، أوضحت د. مصطفى أنها ضد مثل هذا التصرف، الذي قد يكون “اجتهادا” من القاضي. وعن حرمان السعوديات من الاقتراع، أجابت النائب الأردنية ان السعودية لا تنظم انتخابات لكن المرأة هناك عضو في مجلس الشورى.

وعندما ذكّرتها الإعلامية المصرية – الشربيني- بأن 88 % من فتيات مصر يتعرضن للختان، ردّت الناشطة الحقوقية: “لا أوافق على ذلك طبعا”.

وتعقيبا على سؤال مشاركة عن نص في قانون العقوبات الأردنية يسمح للمغتصب بالتنصل من جريمته إن اقترن بالضحية، استذكرت بني مصطفى حالة استثنائية فرض فيها على امرأة الاقتران بشاب تعرض للاغتصاب على يدها.

وفي حوار ثنائي، طلبت د. الحروب  من زميلتها التعليق على دراسة كشف من خلالها المجلس الوطني لشؤون الأسرة أن    86 % من نساء الأردن تعرضن لتعنيف لفظي أو بدني. لكن بني مصطفى، شكّكت  بنتائج الدراسة، معتبرة أن النسبة ما بين 29% و 45% مقابل 52 % في الدنمارك مثلا.

وذكّرت بني مصطفى بأنها قادت حملة تشريعية ووطنية لمنح الأردنيات المقترنات بأجانب “حقوقا مدنية”، أمام رفض السلطة نقل الجنسية إلى أبنائهن. حين ذاك، ردّت إحدى المشاركات بأن “ذلك غير كاف”. ووافقتها النائب على ذلك، وشرحت أن “من الأفضل إضاءة شمعة بدل أن نلعن الظلام”.

د. الحروب جادلت بأن المرأة “ليست مواطن كامل المواطنة في بعض الدول العربية، وإن نجحت إحداهن في نقل الجنسية إلى أبنائها، يكون ذلك بالتبعية إلى الذكر في العائلة”.

العديد من الفتيات في القاعة تذمرن من تعرضهن للتحرش الجنسي وطالبن بسن قانون يجرّم هذا الفعل. وقالت إحداهن أن عائلتها طلبت منها الصمت خشية العار.

وأكدت النائبان أنهما بصدد طرح حزمة مشاريع قوانين تنصف المرأة في مقدمتها تجريم التحرش الجنسي.

وكانت النسخة الانكليزية من المناظرة سجّلت مساء الأربعاء بإدارة الإعلامي البريطاني تيم سباستيان ومشاركة رئيس مركز الجنوب والشمال للحوار والتنمية د. صبري ربيحات، في مواجهة  د. سلمى النمس – مستشارة تخطيط تنموي وتكافؤ الفرص والمنسق التنفيذي لمنصة تقدم.

وستبث الحلقتان بالتتابع خلال الأسبوعين المقبلين عبر شاشة دويتش فيلله Deutsche Welle إلى جانب شركائها في الإقليم وسائر العالم، بما فيها قنوات هنبعل التونسية، أون تي في ON TV المصرية، رؤيا الأردنية والوطن الفلسطينية.

تعليقات

Comments have been disabled.

Share this